الأيدولوجية البرادعاوية
لست
ممن يحبون شخصنة الأفكار , لأن الأفكار أرقي و أنبل من أن تختزل في شخص أو أن تكون
حكراً علي فرد بعينه , مهما علا قدره أو كانت مكانته .
لكن
عندما ترتقي الفكرة من كونها مجرد فكرة عابرة إلي أن تكون مجموعة من الأفكار في
نسق معين يتعلق بشكل النظام الإجتماعي و غاية و أهداف هذا المجتمع , فهنا يختلف
الأمر كلياً !!!!.
في
تلك الحالة ترتقي الفكرة إلي درجة الأيدولوجية السياسية , و من ثم فإن الأيدولوجية
هي نتاج إجتماعي , وذلك لأن الأيدولوجية هي علي الدوام المحصلة الفكرية لأناس
بأعينهم يعيشون في مجتمع معين يشوبه بعض الإضطرابات و من هنا تأتي الأفكار للخروج
من تلك الأزمات أو الإضطرابات التي قد تكون سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية فهي
بشكل عام إضطرابات في الوطن , وتصدر تلك الأفكار عن أشخاص لا مجال للشك في وطنيتهم
لأنهم سعوا بما أتيح لهم من فكر بأن يخرجوا بوطنهم من الإضطرابات و الأزمات .
اما
في وطننا هذا للأسف فهم عملاء و خونة كما يصفهم البعض !!!
أتحدث
في مقالي هذا ليس عن شخص الدكتور محمد البرادعي لكن عن "الأيدولوجية
البرادعاوية"
فالأيدولوجية
البرادعاوية تنسب إلي الدكتور محمد البرادعي لأنه و إن كان يخفي نفسه لإظهار
الفكرة بأيدي الشباب الذين يلتفون حوله , فإن الفكرة تختلط بشخصه إختلاطاً أملي
تسميتها بأسمه !! ....
فالدكتور
محمد البرادعي سعي إلي أن يجسد فكرته في مفهوم الشباب الذي أنطلق لتحقيق فكرته في
"التغيير" التي هي في الحقيقة جوهر أيدولوجيته .
فبدايةً
ألقي الدكتور البرادعي حجراً في مياه السياسة الراكد , بغية تحريك المياه الراكدة
و الوقوف في وجه طوفان التوريث و الديكتاتورية , فكانت الجمعية الوطنية للتغيير
وقد أثمرت تلك الجمعية بالتضامن مع العديد من القوي الأخري في إيجاد الحراك
السياسي الذي أثمر عنه ثورة الخامس و العشرون من يناير التي أطاحت برأس النظام
.... وبقي الجسد يسعي حتي وقتنا الحالي لينقض علي ما بقي من ثورتنا , بالرغم من
وجود رئيس مدني منتخب !!!
فكان
التطور الطبيعي للفكرة هي أن تتحول إلي أيدولوجية في نسق منظم و في كيان سياسي
جامع منظم كحزب الدستور , البعض يقولون إن هذا الحزب جاء متأخراً لكنني أري في ذلك
جزءاً من أيدولوجيته أراد بنا أن ندركه في تلك اللحظة خاصاً وهو أننا كان لا يجب
علينا التعجل في ممارسة السياسة و الإبحار في مياه السياسة الهائجة أعقاب الثورة ,
حتي تتبلور سياسات المرحلة وحتي تكون القوي الثورية و الأحزاب الأخري غربلت
عناصرها , ليكونوا مهيئين بشكل كامل للإنصهار في العمل السياسي وحتي تندمج معها
القوي الشعبية التي أدركت حقيقة العديد من القوي السياسية المزيفة التي قفزت علي
الثورة و أدت إلي إنحراف الثورة عن أهدافها .
فمن
أجل تأسيس تلك الأيدولوجية يجب توافر عنصرين لا غني عنهم هما :
1
) الهدف و 2 )
الوسيلة .
فالأيدولوجية
البرادعاوية .... هي إنعكاساً و تعبيراً واضحاً عن التطورات المادية التي لحقت
بالمجتمع المصري منذ منتصف السبيعينيات , و للظروف السياسية التي عاشها المجتمع
المصري في ظل تلك الحقبة المليئة بالمتغيرات و المستجدات و حتي فترة ما بعد الثورة
بكل التطورات التي حدثت و التي تحدث حالياً في الساحة السياسية .
وهي
بذلك تعبر عن تطلعات الشعب المصري و آماله في مستقبل أكثر إشراقاً , يستطيع من
خلاله التخلص من الأزمات و المشكلات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية التي
مازالت تعيشها مصر حتي وقتنا هذا في ظل الأوضاع الراهنة التي يسودها الفرقة و
الإنقسام و التشرذم بين أبناء الوطن .
فعلي
حد فهمي و روؤيتي إلي فكر الدكتور محمد البرادعي , فإن أفكاره ما هي إلا بلورة
لخبرة النضال الثوري لشباب مصر الذي سأم من الفساد الذي يحيطه من كل جانب و ألتف
حول الشخص الذي دعا إلي ما كان يطمحون إليه و هو التغيير .
فيذلك
الأيدولوجية البرادعاوية هي تجسيد للآمال و الأهداف الحقيقية لثورتنا , فتلك
الأهداف و الآمال لم تكن أماني الثوار فقط بل كانت أماني الشعب المصري بأكمله و
هذا ما تم الإشارة إليه و أنعكس بالتأكيد في البيان التأسيسي لحزب الدستور حيث تم
الإشارة في الفقرة الأولي إلي أن :
( عندما وضعت ثورة 25 يناير المجيدة الحرية و العدل في مقدمة أهدافها , كانت تعي جيداً أن الحرية و العدل معاً شرطان لتحقيق بقية أهدافها و علي رأسها الكرامة الإنسانية و العدالة الإنسانية لبناء مصر الجديدة , كما كانت تعي جيداً إنه لا تناقض علي الإطلاق بين العدل و الحرية و إن أي مشروع نهضة لا يستقيم بغير هاتين الدعامتين . )
فهكذا وضعت الأيدولوجية لنفسها النسق التي تسير عليه و الأهداف التي تصبوا , أما عن الوسيلة التي بها تتحقق تلك الأهداف فهي بالتأكيد التي سعي بها الدكتور محمد البرادعي منذ البداية لإبراز فكر التغيير و مناهضة النظام الفاسد و هذه الوسيلة هي فكر الشباب و مجهوده و حماسه و طموحه في الرقي ببلاده .
هكذا و قد وضعنا الملامح الرئيسية لتلك الأيدولوجية العربية الوليدة و سنسعي قدماً في إثباتات أكثر لبلورة الأيدولوجية بشكل كامل و تأكيداً علي إنها حفيدة العديد من الأيدولوجيات العربية التي نشأت نتيجة لنضال طويل من أجل هدف واحد فقط ألا و هو مصر .
===========================================
للتواصل مع الكاتب علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك :
https://www.facebook.com/TheAuthor.Mahmoud.abdelsalam
للتواصل مع الكاتب علي حسابه الشخصي علي الفيس بوك :
https://www.facebook.com/mahmoud.abdelsalam.aly
للتواصل مع الكاتب علي تويتر :
https://www.twitter.com/ma7moud_salam
للتواصل مع الكاتب علي إيميله و مراسلته :
Ma7moud.3bdelsalam@gmail.com
( عندما وضعت ثورة 25 يناير المجيدة الحرية و العدل في مقدمة أهدافها , كانت تعي جيداً أن الحرية و العدل معاً شرطان لتحقيق بقية أهدافها و علي رأسها الكرامة الإنسانية و العدالة الإنسانية لبناء مصر الجديدة , كما كانت تعي جيداً إنه لا تناقض علي الإطلاق بين العدل و الحرية و إن أي مشروع نهضة لا يستقيم بغير هاتين الدعامتين . )
فهكذا وضعت الأيدولوجية لنفسها النسق التي تسير عليه و الأهداف التي تصبوا , أما عن الوسيلة التي بها تتحقق تلك الأهداف فهي بالتأكيد التي سعي بها الدكتور محمد البرادعي منذ البداية لإبراز فكر التغيير و مناهضة النظام الفاسد و هذه الوسيلة هي فكر الشباب و مجهوده و حماسه و طموحه في الرقي ببلاده .
هكذا و قد وضعنا الملامح الرئيسية لتلك الأيدولوجية العربية الوليدة و سنسعي قدماً في إثباتات أكثر لبلورة الأيدولوجية بشكل كامل و تأكيداً علي إنها حفيدة العديد من الأيدولوجيات العربية التي نشأت نتيجة لنضال طويل من أجل هدف واحد فقط ألا و هو مصر .
===========================================
للتواصل مع الكاتب علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك :
https://www.facebook.com/TheAuthor.Mahmoud.abdelsalam
للتواصل مع الكاتب علي حسابه الشخصي علي الفيس بوك :
https://www.facebook.com/mahmoud.abdelsalam.aly
للتواصل مع الكاتب علي تويتر :
https://www.twitter.com/ma7moud_salam
للتواصل مع الكاتب علي إيميله و مراسلته :
Ma7moud.3bdelsalam@gmail.com
