الإخوان بين الراكب و المركوب !!!
بقلم : محمود عبدالسلام علي
جاهل من لم يقرأ التاريخ , فالتاريخ هو التجربة المتراكمة للأمم السابقة .
و غبي من لم يع دروس التاريخ او يحاول تفسيرها أو تأويلها وفقاً لهواه علي إنه اللاعب الوحيد علي المسرح الواقعي للمشهد السياسي .
فلا شك أن الحال الذي وصل له الإخوان المسلمين هذه الايام هو أقرب إلي حالهم في عام 1954 , ففي تلك الأيام إستخدمهم العسكر كمخلب قط قضوا به علي شرعية الأحزاب في ذلك العصر و لكتم الأفواه التي تنادي بالدولة المدنية و الديموقراطية عقب إنقلاب 1952 , فسرعان ما إنقض العسكر علي الإخوان بعد أن قدموا لهم الأسباب و المبررات التي أستعانوا بها في القضاء علي تلك الأحزاب و مؤيدي الدولة المدنية .
فكانت حادثة المنشية الشهيرة هي ضربة البداية التي إنهار بعدها خير رجالهم في غياهب السجون و المعتقلات .
حقاً ما أشبه اليوم بالبارحة و اليوم أعان الإخوان العسكر علي القضاء علي الحركات الثورية و دعاة الدولة المدنية و قدموا للعسكر الأسباب التي تمكنهم من القضاء عليهم و وأد حلم التغيير الذي طالما ناضلنا من أجله .
وذلك كله تحت وهم كاذب خادع بإنهم في طريقهم المنشود نحو إقامة الدولة الإسلامية المبتغاه .
والآن و بعد ان أصبح للإخوان الأغلبية في مجلسي الشعب و الشوري و أصبحوا قاب قوسين او أدني من صياغة الدستور وفق رؤيتهم و أقصوا معظم الحكماء و العقلاء و فقهاء القانون الدستوري , مازالوا يتصورون إنهم اللاعب الوحيد علي مسرح الحدث السياسي .
وبذلك كرروا الخطأ التاريخي الذي سقط فيه الإخوان عام 1954 .
فقد ظن الإخوان بالأمس إنهم يقطفون الثمار التي بشرهم بها الإمام الشهيد حسن البنا رحمة الله عليه فإذا بهم يحصدون الجمر في ظلمات السجون .
فاليوم أرخي العسكر الحبل علي غاربه للإخوان فخرجوا من مكامنهم بعد ان تنكروا للشعب الذي قام بالثورة و هكذا إستخدمهم العسكر لحشد جماهير هذا الشعب لإستفتاء وهمي علي التعديلات الدستورية التي هي في الأصل أحد إبتكارات المخلوع .
ثم وضع العسكر الإعلان الدستوري ليضرب بالإستفتاء عرض الحائط .
فهذا الإعلان الدستوري لم يتم الإستفتاء عليه و لم يجزه أي من فقهاء لقانون الدستوري .
جاء الإعلان الدستوري لقيط بلا أب شرعي ينسب إليه , و حمل هذا الإعلان الدستوري في مواده العديد من المتفجرات التي أعدت بعناية فائقة من واضعيه .
ولعل المادة 28 منه التي تحصن قرارات اللجنة العليا للإنتخابات من الطعن عليها قضائياً بدأت تؤتي أكلها المسمومة فها هي تطيح بكل من تسول له نفسه بالطمع في الرئاسة .
جاءت هذه المادة مع باقي المواد المسمومة في الإعلان الدستوريلتصفي هؤلاء الطامحون في إصلاح هذا البلد و تحصر المنافسة الرئاسية بين من هم أصحاب آمال ضعيفة وبين من هم مرضي عنهم من قبل النظام الذي لم يسقط بعد حتي الآن .
وها هم الإخوان المسلمين يصرون علي المضي قدماً في غيهم , يتضامنون و يتكاتفون مع ابن لهم تربي في أحضانهم يتمت بالطاعة لإرادة الجماعة المباركة .
فإذا بهم يدفعون به إي المارثون الرئاسي مع العلم إنه من الوجوه المرفوضة في الشارع المصري الآن لمنصب الرئاسة , فلماذا تدفعوا بهذه الوجوه المرفوضة لمجرد إنها قبلت بالطاعة العمياء , ولماذا تتخلوا عن وجه مقبول للشارع المصري لأنه خالف أوامركم و أوضح الزمان إنه كان ذو رؤية مستقبلية مختلفة عن رأيكم الماضي الذي إتخذتموه ؟؟؟؟
ألا يصب ذلك في مصلحة المجلس العسكري بوجه أو بآخر , بلا شك إن هذا القرار ليس في مصلحة جماعة الإخوان و لا مصلحة هذا الوطن و لا هذا الشعب .
أفيقوا قبل فوات الآوان و إتقوا الله في هذا الشعب وفي الأمانة التي حملكم إياها و عودوا إلي الصف فإن الله يحب في المؤمنين أن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه البعض والله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم .
أفيقوا قبل أن تستفيقوا علي يد الظالمين و هي تبطش بنا و بكم والله يهديكم إلي سواء السبيل ..........

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق