الخميس، 31 يناير 2013

من الثوار إلي الساسة : من أنتم ؟؟؟

من الثوار إلي الساسة : من أنتم ؟؟؟


بقلم : محمود عبدالسلام علي

هناك في المكاتب المكيفة يجلس الساسة , يحددون مصيرك ... و يقررون بإسمك و بإسم ثورتك  , يدافعون و يتدافعون ... يصيبوا و يخطأوا ..... لكن في النهاية أنت فقط أيها المواطن من يدفع الثمن !!!


أتدري ما هو هذا الثمن ؟؟؟ ... إنه الوطن , الذي يبكي علي ما آل به الزمان و علي ما آل بشعبه من تمزق بين فريقين كلاهما لا يبحث إلا عن كيفية بقاءه ولا أحد فيهم يبحث عن كيفية بقاء هذا الوطن !!



فها هي المعارضة بثيابها الأنيقة و كلامها المنمق , من ينظر إليها لأول وهلة يري فيهم أناس تشع منهم أضواء الحكمة و بريق الوطنية , لكن من ينظر إلي أفعالهم , لا يري منهم إلا التخاذل و تلاعب بالمشاعر و إهتزازية المواقف , و الأدهي من ذلك و أضل هو عدم الثبات علي المباديء التي يدعونها أمام مؤيديهم و التي رسخوها في عقول مؤيديهم و لذلك يخرج عليهم اليوم مؤيديهم معترضين علي النهج الذين ينتهجوه ... فهؤلاء منهم من كنت أتخذه أباً روحياً لي و قدوة في الضمير السياسي و الآخر كنت قد أتخذه مثالاً للنضال من أجل فقراء مصر ... لكن النضال ليس أفواها تتحدث بل النضال في حقيقة الأمر هو أن تصفع النظام الفاسد بيد قاسية و ليس أن تتراقص للنظام ... هكذا علمتموني !!!




فأنا أتذكر عندما كان شباب الجمعية الوطنية للتغيير يترجون الدكتور محمد البرادعي بعدم اليأس و البقاء فمصر ليستكمل مسيرة التغيير التي بدأها تذكر يا دكتور محمد إننا من أعطينا لك الأمل و كما وعدتنا بالتغيير وعدناك بتحقيقه بدمائنا و قد أوفينا و عندما وعدتنا بالثبات علي المباديء صمدت فترة ثابت فيها علي المبدأ لكنك لم تلبث طويلاً حتي فرطت في جزء من المبدأ و ليس كله , فأنت قد سمحت لنفسك أن تضع يدك في يد من أفسدوا الحياة السياسية بعهد المخلوع و أتيت بعجائز ليقودوا حزبك الذي وعدت بأن يكون حزباً لشباب الثورة و الثوار و ليمكن هذا الشباب من أن يقود هذا البلد مستقبلاً فكيف يقود و أنت تعطي عجلة القيادة لعجائز لهم مصالح أخري , دكتور محمد البرادعي من شباب الفيس إلي من علمنا الثبات علي المبدأ : أرجع مكانك فمكانك مازال قائماً بقلوبنا زعيماً لدولة الضمير و المباديء .


أما الأستاذ حمدين صباحي , فقد علمتنا كيف يكون النضال من أجل الفقراء و كيف يكون النضال من أجل الكادحين و كنا وراءك و صمدنا في صمودك ضد الفساد , لكن كيف نقف الآن و نحن نراك قد تركت من تناضل من أجلهم و تناضل من أجل أشياء أخري لا نعلم ما هي ... فهل أنت تناضل الميكروفون في خطبك الرنانة أم تناضل الفساد الذي مازال يطوق رقاب فقراء مصر , عد إلي فقراء مصر مرة أخري فهم في شوق إليك و لنضالك من أجلهم لا تصارع نظاماً أو مؤسسة بل صارع و ناضل من أجل الفكرة التي طالما ناضلت من أجلها .

فأولئك من يسمون أنفسهم بالنخبة ولكن هم في الحقيقة ليسوا سوي مواطنون عادييون بل و قد يكون المواطن البسيط أكثر وطنية من كثير منهم , فنحن شباب هذا الجيل من صنعناهم و نحن فقط القادرون علي هدمكم , فنحن من ألتففنا حولكم و من ثقتنا أعطيناكم , لكن المباديء التي عاهدتمونا عليها و أئتمناكم علي التمسك بها فإذا أخللتم بها أكثر من هذا  فستكون ضربتنا القادمة إليكم .

و ها هم الحفنة الثانية من النخبة , إنه الطرف الحاكم و المهيمن علي أوراق اللعب في الساحة السياسية , حين تراهم لأول وهلة تري فيهم التقوي و الورع و الزهد من الحياة ولذاتها من سلطة أو منصب , لكن من يدقق في حقيقتهم لا يري سوي إستماتة علي المنصب و الطمع في إحتكار السلطة و ليس الوصول للسلطة فحسب .
فهؤلاء الذين يتخذون من الدين ورقة توت ليستروا عوراتهم و سرعان ما يأبي ديننا الحنيف أن يظل ستارة لما يفعلوه من فساد مجتمعي فيقرر أن يهتك سترهم فتظهر سوءاتهم أمام الجميع و مع ذلك يصرون و يتمادون في أن يستتروا بالدين ليصبح المشهد أكثر وقاحة .

فحينما أري جماعة الإخوان المسلمين و ما تملكه من تاريخ يقارب الثمانين عام ... و أري ما يفعلونه في الساحة السياسية ... اتسائل أهل كانوا يناضلون من أجل حرية الوطن و المواطن أم كانوا يناضلون من أجل إحتكار السلطة و ليس الوصول إليها فحسب . 

أهل كانت إستمراريتهم طوال تلك الفترة عامل من عوامل تغير مسارهم الفكري .. أم عامل من عوامل التعرية التي أصابتهم بموجب إحتكاكهم بكل الأنظمة الحاكمة , فإحتكاكهم المتواصل مع الأنظمة السابقة قد يؤدي إلي إجادة ألاعيب الحواة من كل طراز و هذا ما قد يؤدي حقاً إلي الإنحراف الفكري أو عفن الإحتكاك بالأنظمة و هو ما ينتج الآن من النظام الحالي وهو عفن السياسة.

أتذكر حينما كنت أري في كتبهم عقيدة عدم التحزب و الإلتزام بالمبدأ الدعوي و الدعوة إلي الله لمواجهة الفساد الذي يحل بالوطن و بالمجتمع فإذ فجأة يتنازلون عن العقيدة و ينحرفون عن مجموعة المباديء التي نشأت علي أساسها جماعة الإخوان بل و نشأ عليها أغلب التيارات الإسلامية ...


نعم أقولها صريحة و لست أنا فقط بل كثيرٌ من الشعب المصري يقولها كلاهما لا يمثلان الوطن و المواطنين و كلاهما لا يري سوي مصلحته فقط

نعم كل ما نعانيه في الوقت الراهن ما هو إلا نتاج أزمة المباديء ... فإذا أنهار المبدأ أنهار معه كل جميل و قد يؤدي لاحقاً إلي إنهيار الوطن ... فإن ثورتنا قامت علي مباديء و تراجعت عندما تراجعت المباديء و ستموت حتماً إذا ماتت المباديء بقلوب الشباب و ليس بقلوب العجائز من النخبة بطرفيها الحاكم و المعارض فكلاهما لا يريدان وطناً بل يريدون سلطة ... و هم لا يدرون أن السلطة لن تكون لهم مهما فعلوا بل هي للشعب و ستظل له أمد الدهر .... هم يظنون أنفسهم نخبة الساسة و المجتمع و هم ليسوا كذلك , فالنخبة الحقيقية لهذا الشعب هم الشهداء الذين ضحوا بالغالي و النفيس من أجل المبدأ ثم يأتي خلفهم الثوار الأحرار الذين يناضلون من أجل الثبات علي المبدأ و الأفكار ... هؤلاء هم حقاً النخبة . 


===========================================
للتواصل مع الكاتب علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك :



للتواصل مع الكاتب علي حسابه الشخصي علي الفيس بوك :

للتواصل مع الكاتب علي تويتر :

للتواصل مع الكاتب علي إيميله و مراسلته :




هناك 4 تعليقات:

  1. مقال أكثر من رائع... أحسنت

    ردحذف
  2. مقال معبر و رائع و هذا ما اعتد عليه من مقالاتك

    ردحذف
  3. مقال رائع يا محمود

    ردحذف
  4. تسلم الايادي يامحمود :)

    ردحذف