الاثنين، 30 يوليو 2012

الأيدولوجية البرادعاوية


الأيدولوجية البرادعاوية


بقلم : محمود عبد السلام


لست ممن يحبون شخصنة الأفكار , لأن الأفكار أرقي و أنبل من أن تختزل في شخص أو أن تكون حكراً علي فرد بعينه , مهما علا قدره أو كانت مكانته .

لكن عندما ترتقي الفكرة من كونها مجرد فكرة عابرة إلي أن تكون مجموعة من الأفكار في نسق معين يتعلق بشكل النظام الإجتماعي و غاية و أهداف هذا المجتمع , فهنا يختلف الأمر كلياً !!!!.

في تلك الحالة ترتقي الفكرة إلي درجة الأيدولوجية السياسية , و من ثم فإن الأيدولوجية هي نتاج إجتماعي , وذلك لأن الأيدولوجية هي علي الدوام المحصلة الفكرية لأناس بأعينهم يعيشون في مجتمع معين يشوبه بعض الإضطرابات و من هنا تأتي الأفكار للخروج من تلك الأزمات أو الإضطرابات التي قد تكون سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية فهي بشكل عام إضطرابات في الوطن , وتصدر تلك الأفكار عن أشخاص لا مجال للشك في وطنيتهم لأنهم سعوا بما أتيح لهم من فكر بأن يخرجوا بوطنهم من الإضطرابات و الأزمات .

اما في وطننا هذا للأسف فهم عملاء و خونة كما يصفهم البعض !!!

أتحدث في مقالي هذا ليس عن شخص الدكتور محمد البرادعي لكن عن "الأيدولوجية البرادعاوية" 



فالأيدولوجية البرادعاوية تنسب إلي الدكتور محمد البرادعي لأنه و إن كان يخفي نفسه لإظهار الفكرة بأيدي الشباب الذين يلتفون حوله , فإن الفكرة تختلط بشخصه إختلاطاً أملي تسميتها بأسمه !! ....

فالدكتور محمد البرادعي سعي إلي أن يجسد فكرته في مفهوم الشباب الذي أنطلق لتحقيق فكرته في "التغيير" التي هي في الحقيقة جوهر أيدولوجيته .

فبدايةً ألقي الدكتور البرادعي حجراً في مياه السياسة الراكد , بغية تحريك المياه الراكدة و الوقوف في وجه طوفان التوريث و الديكتاتورية , فكانت الجمعية الوطنية للتغيير وقد أثمرت تلك الجمعية بالتضامن مع العديد من القوي الأخري في إيجاد الحراك السياسي الذي أثمر عنه ثورة الخامس و العشرون من يناير التي أطاحت برأس النظام .... وبقي الجسد يسعي حتي وقتنا الحالي لينقض علي ما بقي من ثورتنا , بالرغم من وجود رئيس مدني منتخب !!!


فكان التطور الطبيعي للفكرة هي أن تتحول إلي أيدولوجية في نسق منظم و في كيان سياسي جامع منظم كحزب الدستور , البعض يقولون إن هذا الحزب جاء متأخراً لكنني أري في ذلك جزءاً من أيدولوجيته أراد بنا أن ندركه في تلك اللحظة خاصاً وهو أننا كان لا يجب علينا التعجل في ممارسة السياسة و الإبحار في مياه السياسة الهائجة أعقاب الثورة , حتي تتبلور سياسات المرحلة وحتي تكون القوي الثورية و الأحزاب الأخري غربلت عناصرها , ليكونوا مهيئين بشكل كامل للإنصهار في العمل السياسي وحتي تندمج معها القوي الشعبية التي أدركت حقيقة العديد من القوي السياسية المزيفة التي قفزت علي الثورة و أدت إلي إنحراف الثورة عن أهدافها .


فمن أجل تأسيس تلك الأيدولوجية يجب توافر عنصرين لا غني عنهم هما :
 1 ) الهدف  و 2 ) الوسيلة .
فالأيدولوجية البرادعاوية .... هي إنعكاساً و تعبيراً واضحاً عن التطورات المادية التي لحقت بالمجتمع المصري منذ منتصف السبيعينيات , و للظروف السياسية التي عاشها المجتمع المصري في ظل تلك الحقبة المليئة بالمتغيرات و المستجدات و حتي فترة ما بعد الثورة بكل التطورات التي حدثت و التي تحدث حالياً في الساحة السياسية  .

وهي بذلك تعبر عن تطلعات الشعب المصري و آماله في مستقبل أكثر إشراقاً , يستطيع من خلاله التخلص من الأزمات و المشكلات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية التي مازالت تعيشها مصر حتي وقتنا هذا في ظل الأوضاع الراهنة التي يسودها الفرقة و الإنقسام و التشرذم بين أبناء الوطن .

فعلي حد فهمي و روؤيتي إلي فكر الدكتور محمد البرادعي , فإن أفكاره ما هي إلا بلورة لخبرة النضال الثوري لشباب مصر الذي سأم من الفساد الذي يحيطه من كل جانب و ألتف حول الشخص الذي دعا إلي ما كان يطمحون إليه و هو التغيير .

فيذلك الأيدولوجية البرادعاوية هي تجسيد للآمال و الأهداف الحقيقية لثورتنا , فتلك الأهداف و الآمال لم تكن أماني الثوار فقط بل كانت أماني الشعب المصري بأكمله و هذا ما تم الإشارة إليه و أنعكس بالتأكيد في البيان التأسيسي لحزب الدستور حيث تم الإشارة في الفقرة الأولي إلي أن :


( عندما وضعت ثورة 25 يناير المجيدة الحرية و العدل في مقدمة أهدافها , كانت تعي جيداً أن الحرية و العدل معاً شرطان لتحقيق بقية أهدافها و علي رأسها الكرامة الإنسانية و العدالة الإنسانية لبناء مصر الجديدة , كما كانت تعي جيداً إنه لا تناقض  علي الإطلاق بين العدل و الحرية و إن أي مشروع نهضة لا يستقيم بغير هاتين الدعامتين . ) 

فهكذا وضعت الأيدولوجية لنفسها النسق التي تسير عليه و الأهداف التي تصبوا , أما عن الوسيلة التي بها تتحقق تلك الأهداف فهي بالتأكيد التي سعي بها الدكتور محمد البرادعي منذ البداية لإبراز فكر التغيير و مناهضة النظام الفاسد و هذه الوسيلة هي فكر الشباب و مجهوده و حماسه و طموحه في الرقي ببلاده .
هكذا و قد وضعنا الملامح الرئيسية لتلك الأيدولوجية العربية الوليدة و سنسعي قدماً في إثباتات أكثر لبلورة الأيدولوجية بشكل كامل و تأكيداً علي إنها حفيدة العديد من الأيدولوجيات العربية التي نشأت نتيجة لنضال طويل من أجل هدف واحد فقط ألا و هو مصر .

===========================================
للتواصل مع الكاتب علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك :
https://www.facebook.com/TheAuthor.Mahmoud.abdelsalam



للتواصل مع الكاتب علي حسابه الشخصي علي الفيس بوك :
https://www.facebook.com/mahmoud.abdelsalam.aly

للتواصل مع الكاتب علي تويتر :
https://www.twitter.com/ma7moud_salam

للتواصل مع الكاتب علي إيميله و مراسلته :
Ma7moud.3bdelsalam@gmail.com


الأربعاء، 9 مايو 2012

لقد وقعنا في الفخ !!!

لقد وقعنا في الفخ !!

بقلم : محمود عبدالسلام علي

الصراحة توفر علينا الكثير من العناء و المشقة في التفكير و التدبير , لذا يجب علينا في باديء الأمر أن نصارح بعضنا البعض و أن نقر و نعترف بأن ثورتنا الآن في الطور الأخير من الأحتضار .
فإن كلمة إحتضار قد تكون ثقيلة علي بعض الناس وتحمل نبرة من اليأس و الشجن الذي صار يخيم علي الوضع الحالي لوطننا العزيز مصر .
فإن ما نراه حالياً من تدهور في الحالة الثورية هو ما جعلني أشعر بأن الثورة تتلفظ آخر أنفاسها في الشارع المصري الذي أحتسبه في ذمة الله بعد أن مات متأثراً بجراحه العميقة التي أمتدت طوال السنين العجاف التي مرت بها بلادنا و مازالت تعيشها حتي الآن بأثر رجعي للفترة السابقة التي أصفها بالعسيرة والتي تحتاج إلي سنين و ليس أيام لبعث الروح في الجثمان الهامد للشارع المصري .

فإننا كما نعلم جميعاً أن للمجلس الأعلي للقوات المسلحة اليد العليا في عملية إغتيال الثورة و آلية قيادة الثورة المضادة بكل حرفية .
فيجب علينا أيضاً أن نعترف أن للثوار أيد آثمة في بعض المواقف و التصرفات إتجاه إجهاض الثورة و وأد صرخاتها بالتغيير.
فإن تلك المواقف التي بدرت من الثوار أصفها بعض الأحيان بالحمق أو بالمراهقة السياسية كما يصفها البعض لأن تلك التصرفات الغير مسئولة كانت تبرر في كثير من الأحيان للظالم ظلمه و للقاتل قتله .

فعلي مر الخمسة عشر شهراً الماضيين نصبت لنا العديد من الفخاخ المحبوكة بشدة علي الصعيدين السياسي و الثوري .
فكانت الفخاخ تنصب إلينا بشكل زوجي بمعني أن الثورة كان يجب عليها أن تكون علي خطي ثابتة متزامنة مع الخطي السياسية أي السير في الطريقين معاً .
ولذلك كانت تصطنع الأزمات بهذا الشكل الزوجي حيث يضع لك فخاً سياسياً في التزامن مع فخاً ثورياً من جهة أخري , مما نتج عن ذلك نوعاً من التخبط و حالة الصعود و الهبوط في المزاج الثوري وفي عملية التغيير التي كنا ننشدها ولم تحدث .

فمثلاً حينما كان الشعب المصري منشغلاًً بالإستفتاء علي التعديلات الدستورية كانت أولي الأزمات الثورية المصطنعة من قبل المجلس العسكري و هي فض إعتصام أهالي الشهداء في 11 مارس 2011 .

و هنا كان إنجراف الثوار نحو الجبهة الثورية و إهمال الجبهة السياسية و تركها في أيدي المتآمرين من القوي السياسية الذين وضعوا أيديهم في يد عمر سليمان حينما طلب منهم في يوماً من أيام الثورة تحريض المتظاهرين علي إخلاء الميادين .
وبعد أن نجحت الثورة في خلع رأس النظام وضعوا أيديهم في أيدي جنرالات المجلس العسكري .
ثم تلاعبوا بعقول البسطاء حينما إدعوا بأن القول بنعم في الإستفتاء واجب شرعي لأنه يحقق الإستقرار للبلاد .!!!!

و هكذا الكثير من الأحداث التي إذا تمعني النظر في مجرياتها الساسية و الثورية بوجدنا تلك الأحداث هي فخاخ حقيقية أدت فيما بعد إلي إغتيال الثورة .
أما عن الفخاخ التي وقع فيها الثوار فيما بينهم و أدت إلي ذلك أيضاً فهي كالآتي :

الفخ الأول كان الإفراط في إستخدام الأداة الثورية علي أي كبيرة أو صغيرة مما أدي إلي حالة من الملل الثوري للشارع المصري الذي طالما عاش مسالماً خاضعاً لأي أضطهاد و ظلم ولا يبالي بهم .

أما عن الفخ الثاني : كان نتيجةً للفخ الأول فالإفراط في إستخدام الأداة الثورية أدي فيما بعد إلي دخول عناصر غريبة عن الصف الثوري ترتدي زي الثوار و ماهم بثوار قط , يرددون هتافاتك و يتحمسون لها لدرجة الرغبة في صنع المواجهات و المشادات بين المتظاهرين وبعض و بين المتظاهرين و عناصر الأمن .
وعندما تحدث المواجهات لا تجد منهم أحداً فيحصد الثوار الحقيقين الثمار المرة من تلك المواجهات التي يرحل فيها خير شباب مصر و نحتسبهم شهداء بإذن الله .

أما عن الفخ الثالث : هو أغبي الفخاخ التي وقعت في الثورة و الثوار , وهو فخ شق الصف عن طريق التحزب و كثرة الإئتلافات و الحركات التي لا أنكر دورها الوطني العظيم في هذا الحراك السياسي و الثوري , لكن برغم علمي الكامل بوطنيتهم الشديدة إلا إني كنت أري أحياناً إن إنتمائهم الحزبي أو الحركي أكثر من أنتمائهم لوطنهم هذا .
أعلم جيداً إن هذا الإحساس خاطيء مئة بالمئة بموجب كثرة تعاملي معهم و علمي الجيد بكثرة تضحياتهم .
ويندرج تحت هذا الفخ بنود كثيرة منها : عدم التوحد علي قائد و عدم التوحد علي كلمة و سياسة موحدة لخوض المرحلة القادمة .

أما الفخ الرابع : فهو نتيجة للفخ الثالث , فإن عدم التوحد و التشتت أدي في بعض الأحيان إلي الصراعات الطفيفة مما أعطي فرصة لراكبي الثورة من القوي السياسية بإنتهاز الفرصة و الأصطياد في المياه العكرة و كان الفائزالوحيد من تلك الصراعات الحمقاء حيث نالوا ما يريدون و لم تحصل الثورة علي ما تريد .
فماذا لو كانت توحدت القوي الثورية ؟؟؟؟
سأجب أنا : لكنا رأينا برلمان يشعر حقاً بالمسئولية الثورية إتجاه هذا الشعب , لكنا رأينا القصاص العادل , و لرأينا شباب ممن صنعوا هذه الثورة بدمائهم و تضحياتهم يجنون ما زرعوه طوال الأعوام السابقة من تضحيات .
لكن هذا التشتت هو ما جعلهم حتي الآن مستمرين بالتضحية و لهم منا كل الإحترام و التقدير .

أما الفخ الخامس و الأخير : هو صنع فجوة بين المواطن المصري البسيط الذي يسعي وراء لقمة عيش نظيفة من أجل أبنائه و أسرته وبين المواطن المصري البسيط الثائر الذي يسعي نحو حريته و كرامة بلاده قبل أن يسعي إلي لقمة عيشه .
فكلاهما يحب وطنه لا محالة في ذلك , ولكن لكل منهم طريقته في و أسلوبه .
فالأول يري أن صمته و عمله و سيره بجانب الحائط قد يحقق الإستقرار المنشود .
والثاني يري أن هتافه و صراخه بكلمة الحق في وجه الظلم هو طريقه نحو حلمه ببلد أساسها الحرية و العدالة الإجتماعية .

فهذا المواطن البسيط الذي نزل في أيام الثورة نزل من منزله في أيام البرد القارس حينما سمع مثلاً هتاف " غلوا السكر غلوا الزيت ... بكرة نبيعوا عفش البيت "
فرأي في من يهتفون تلك الهتافات كأنهم يهتفون من أجله من أجل أوجاعه و آلامه , فنزل من بيته وسمعهم يرددون هتاف " يسقط يسقط حسني مبارك " و " الشعب يريد إسقاط النظام " كان يهتف لأنه كان يري في هذا الهتاف سبيلاً لرفع عناء المعيشة و قسوتها .
فأنا أذكر مثلاً يوم 12 / 2 / 2011 نزلت من بيتي لأستنشق عطر الحرية بعد سقوط المخلوع فوجدت أمرأة تقول لرجل " يا خويا شلنا مبارك أخيراً و أخيراً حتنزل الأسعار".
و هذا هو السبب في تحليلي للمواطن المصري البسيط الذي يعاني من الأمية بنوعيها : الأمية السياسية و الأمية الكتابية .
فعلي الصف الثوري أن يدرك جيداً أن الشارع المصري يراه الآن قد تخلي عنه و أن الناشطين السياسيين يعيشون في كوكباً آخر غير الذي نعيش فيه بعيداً عن أوجاع المواطن و آلامه , فكيف تأتي له الآن و تقول له ثور و ردد " يسقط يسقط حكم العسكر "
وهو يراك تخليت عنه و تريد مصالحاً لا يراها في صالحه .

و أخيراً يا ثوار مصر الأحرار لا نريد أن نقول لقد و قعنا في الفخ و لا نريد أن يأتي لأبنائنا سؤالاً في أمتحان التاريخ يقول في " أذكر أسباب فشل ثورة 25 يناير2011 
مازلنا نستطيع أن نصعق الجثمان الهامد لتدب فيه الحياة من جديد .

الجمعة، 13 أبريل 2012

رئيس مصر القادم ... صنع في امريكا

رئيس مصر القادم ... صنع في أمريكا


بقلم : محمود عبدالسلام علي

حقاً علينا أن نتعجب هذه الأيام و نحن نشاهد تطورات الوضع السياسي الحرج الذي تعيشه  بلادنا هذه الأيام ولا نملك سوي أن نقول لكي الله يا مصر .......
حينما أري أحد أعمدة النظام السابق يعود للظهور من جديد و هو أكيد عمر سليمان و حين أري تناقد مواقف الإخوان المسلمين و حزبهم في إتخاذ قرار ترشيح خيرت الشاطر او محمد مرسي عندها أعيد التفكير في ثورة أخري لا ينقض عليها أحد .
كان يتسلل إلي نفسي الخوف علي بلادنا من مستقبل الرئيس القادم لكن هذا الخوف قد أصبح واقعاً نعيشه و حين ذلك بدأت أن أقرأ و أتبين في تاريخنا و تاريخ أقرب حلفائنا الذين يمتلكون الهيمنة علي كافة قرارتنا ألا وهي أمريكا .

لا تتعجب في دنيا ملأت بالأعاجيب حين أقول لك أن قرار رئيس مصر القادم قد أتخذ بالفعل في لانجلي بولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية ... نعم حيث تكمن وكالة المخابرات الأمريكية نعم لا تتعجب و ستعلم ماذا أقصد في نهاية هذا المقال.

قامت ثورتنا التي لم يشاء الله لنا بإستكمالها و بتحقيق أهدافها و قد كانت الإستراتيجية الأمريكية وقتها تدعم مبارك و نظامه ثم بدأت تنحرف عن الدعم رويداً رويداً , فبدأت بمطالبة النظام بتغيير السلطة سلمياً أو الإنتقال السلمي للسلطة أو تداول السلطة بشكل سلمي ولكن هنا بدأت أن أتحدث إلي نفسي و أقول " من أمتي أمريكا بتحب الشكل السلمي أوي كدة دي مصلحتها حرب زي ليبيا او سوريا عشان تنتهز الفرصة و تقسم مصر و تبقي مهيمنة فيها أكتر و أكتر " و هنا أدركت أن ليس من مصلحة أمريكا أن تتغير السلطة في مصر بشكل جذري أو بمعني أصح تغيراً ثورياً .

فالإدارة الأمريكية لا يعنيها النظام في مصر بقدر ما يعنيها أن يكون الإنتقال من نظام إلي نظام بطريقة سلمية لا ثورية و هذا من أجل بقاء السيطرة , فالإنتقال السلمي للسلطة يتيح للإدارة الأمريكية إعادة ترتيب أوراق اللعب بما يحافظ علي المصالح الأمريكية في مصر و الشرق الأوسط بوجه عام .

أما الإنتقال الثوري للسلطة فعادة ما يخرج عن نظاق السيطرة , فالثورة أشبه بقدر به ماء يغلي فلا يمكن السيطرة علي حركة الغليان التي عادة ما تجعل ما في القاع يفور مع الغليان فيصعد إلي السطح و ما في السطح يهبط إلي القاع .

و من هنا جاء التغير الخبيث للإدارة الأمريكية من دعم مبارك إلي دعم غير معلن للإخوان المسلمين .
فقد أجادت المخابرات الأمريكية تلك الصناعة ألا و هي صناعة الزعامات و توظيفها ثم إستغلالها لتحقيق مصالحها الخاصة ثم تقوم بوضع الخطة الملائمة للتخلص من تلك الزعامة حينما تبدأ بالخروج عن السيطرة و حينما تنتهي المصلحة التي جعلتهم يأتون به و هذا ما قد سبق أن فعلته عندما صنعت أسامة بن لادن و تنظيم القاعدة لضرب و إيقاف الإمتداد الروسي في أفغانستان حتي إذا تحقق هذا الهدف فأنقلب السحر علي الساحر ثم جري ما جري فأنقضت عليه و كانت تصفيته .
وهي الآن تريد أن تصنع لنا هذه الزعامة تحت قيادة جماعة الإخوان المسلمين الذي هو الآن جاهزاً للإنقضاض علي السلطة في مصر , و بهذا تستغل أمريكا الإخوان بمرجعيتهم السنية لضرب إيران الشيعية بعد أن تعذر عليها ضربها بصدام حسين في حروبه ضد إيران التي أستمرت قرابة العشر سنوات .

فالإدارة الأمريكية يهمها حالياً ضرب القوة العسكرية الإيرانية و إيران دولة شيعية إذاً إذا أردت ضربها في عقر دارها فلتخرج لها من قلب العالم الإسلامي بدولة سنية لتستغل بذلك الصراع التاريخي بين المذهبين السني و الشيعي لتحقيق مصالحها و بالتالي مصالح إسرائيل في إستكمال إلتهاب باقي الدولة الفلسطينية , هذا هو السبب في وجهة نظري  لتصعيد الإخوان لمرشح رئاسي منهم .

الاثنين، 9 أبريل 2012

الإخوان بين الراكب و المركوب !!!

الإخوان بين الراكب و المركوب !!!
بقلم : محمود عبدالسلام علي

جاهل من لم يقرأ التاريخ , فالتاريخ هو التجربة المتراكمة للأمم السابقة .
و غبي من لم يع دروس التاريخ او يحاول تفسيرها أو تأويلها وفقاً لهواه علي إنه اللاعب الوحيد علي المسرح الواقعي للمشهد السياسي .

فلا شك أن الحال الذي وصل له الإخوان المسلمين هذه الايام هو أقرب إلي حالهم في عام 1954 , ففي تلك الأيام إستخدمهم العسكر كمخلب قط  قضوا به علي شرعية الأحزاب في ذلك العصر و لكتم الأفواه التي تنادي بالدولة المدنية و الديموقراطية عقب إنقلاب 1952 , فسرعان ما إنقض العسكر علي الإخوان بعد أن قدموا لهم الأسباب و المبررات التي أستعانوا بها في القضاء علي تلك الأحزاب و مؤيدي الدولة المدنية .
فكانت حادثة المنشية الشهيرة هي ضربة البداية التي إنهار بعدها خير رجالهم في غياهب السجون و المعتقلات .

حقاً ما أشبه اليوم بالبارحة و اليوم أعان الإخوان العسكر علي القضاء علي الحركات الثورية و دعاة الدولة المدنية و قدموا للعسكر الأسباب التي تمكنهم من القضاء عليهم و وأد حلم التغيير الذي طالما ناضلنا من أجله .
وذلك كله تحت وهم كاذب خادع بإنهم في طريقهم المنشود نحو إقامة الدولة الإسلامية المبتغاه .

والآن و بعد ان أصبح للإخوان الأغلبية في مجلسي الشعب و الشوري و أصبحوا قاب قوسين او أدني من صياغة الدستور وفق رؤيتهم و أقصوا معظم الحكماء و العقلاء و فقهاء القانون الدستوري , مازالوا يتصورون إنهم اللاعب الوحيد علي مسرح الحدث السياسي .
وبذلك كرروا الخطأ التاريخي الذي سقط فيه الإخوان عام 1954 .
فقد ظن الإخوان بالأمس إنهم يقطفون الثمار التي بشرهم بها الإمام الشهيد حسن البنا رحمة الله عليه فإذا بهم يحصدون الجمر في ظلمات السجون .

فاليوم أرخي العسكر الحبل علي غاربه للإخوان فخرجوا من مكامنهم بعد ان تنكروا للشعب الذي قام بالثورة و هكذا إستخدمهم العسكر لحشد جماهير هذا الشعب لإستفتاء وهمي علي التعديلات الدستورية التي هي في الأصل أحد إبتكارات المخلوع .
ثم وضع العسكر الإعلان الدستوري ليضرب بالإستفتاء عرض الحائط .
فهذا الإعلان الدستوري لم يتم الإستفتاء عليه و لم يجزه أي من فقهاء لقانون الدستوري .

جاء الإعلان الدستوري لقيط بلا أب شرعي ينسب إليه , و حمل هذا الإعلان الدستوري في مواده العديد من المتفجرات التي أعدت بعناية فائقة من واضعيه .
ولعل المادة 28 منه التي تحصن قرارات اللجنة العليا للإنتخابات من الطعن عليها قضائياً بدأت تؤتي أكلها المسمومة فها هي تطيح بكل من تسول له نفسه بالطمع في الرئاسة .
جاءت هذه المادة مع باقي المواد المسمومة في الإعلان الدستوريلتصفي هؤلاء الطامحون في إصلاح هذا البلد و تحصر المنافسة الرئاسية بين من هم أصحاب آمال ضعيفة وبين من هم مرضي عنهم من قبل النظام الذي لم يسقط بعد حتي الآن .

وها هم الإخوان المسلمين يصرون علي المضي قدماً في غيهم , يتضامنون و يتكاتفون مع ابن لهم تربي في أحضانهم يتمت بالطاعة لإرادة الجماعة المباركة .
فإذا بهم يدفعون به إي المارثون الرئاسي مع العلم إنه من الوجوه المرفوضة في الشارع المصري الآن لمنصب الرئاسة , فلماذا تدفعوا بهذه الوجوه المرفوضة لمجرد إنها قبلت بالطاعة العمياء , ولماذا تتخلوا عن وجه مقبول للشارع المصري لأنه خالف أوامركم و أوضح الزمان إنه كان ذو رؤية مستقبلية مختلفة عن رأيكم الماضي الذي إتخذتموه ؟؟؟؟

ألا يصب ذلك في مصلحة المجلس العسكري بوجه أو بآخر , بلا شك إن هذا القرار ليس في مصلحة جماعة الإخوان و لا مصلحة هذا الوطن و لا هذا الشعب .

أفيقوا قبل فوات الآوان و إتقوا الله في هذا الشعب وفي الأمانة التي حملكم إياها و عودوا إلي الصف فإن الله يحب في المؤمنين أن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه البعض والله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم .
أفيقوا قبل أن تستفيقوا علي يد الظالمين و هي تبطش بنا و بكم والله يهديكم إلي سواء السبيل ..........

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

أحلام الفتي الشاطر !!

أحلام الفتي الشاطر !!

بقلم : محمود عبدالسلام علي

 خرج فجأة المهندس خيرت الشاطر من وراء كواليس الجماعة ليتصدر المشهد السياسي الحالي وليصبح فرس الرهان الاول لإنتخابات الرئاسة .

لن اتحدث عن حقه او حق الجماعة في ترشيحه او دعمه او عن العهد الذي اتخذه حزب الاغلبية و لن اتحدث عن مبدأ المشاركة لا المغالبة الذي طالما اتخذه حزب الحرية والعدالة والجماعة و طالما خالف هذا المبدأ في إنتخابات مجلسي الشعب والشوري وخالفه مرة اخري في المارثون الرئاسي .

لكني ساتحدث عن من هو الفتي الشاطر الذي كما وصفه افراد حملته و محبيه بإنه يوسف هذا العصر لانه خرج من السجن ليحكم مصر مع إختلافي الشديد معهم بالطبع لان سيدنا يوسف لم يكن مليونير و لم يسجن لانه يمول من الخارج و لم يسجن لانه كان متهما بغسيل الاموال و مع إختلاف الظروف التي مر بها سيدنا يوسف فإني اري جزءاً صحيحاً من وجهة نظري و هو ان فاز الفتي الشاطر فسوف تمر مصر بسنين عجاف .

يعيد المهندس خيرت الشاطر إلي ذاكرتي صوراً كثيرة من مظاهر ديكتاتورية النظام السابق و خلط البيزنس بالسلطة السياسية يكفي عندي إنه نفس مواليد المخلوع بفارق السنوات 4 / 5 / 1950.
هذا بالطبع ليس مبرراً لرفضي له لكن اهم عوامل رفضي له كونه رجل اعمال الم نكتفي من سيطرة رجال الاعمال فقد تذوقنا المر علي سياسات احمد عز الإحتكارية علي المستوي الإقتصادي و علي المستوي السياسي و كان مجرد عضو مجلس شعب ما بالنا إذا ما اتينا برجل اعمال و امسكناه ذمام هذه البلاد .

إني أري أن مصر كانت في العهد السابق محاصرة من ثلاث جوانب وهي البيزنس و الإحتكار و السياسة ,, اما الآن فأصبحنا محاصرين من أربعة جوانب و هي الدين و البيزنس و الإحتكار و السياسة . 


إنه الرجل التنظيمي الاول في جماعة الإخوان المسلمين الذي يمتلك ما يقرب من 72 شركة  تعمل في الأنشطة التجارية من بين هذه الشركات شركة " السنابل " و" الشهاب للسيارات " و " فرجينيا للسياحة " و الكثير من الاسماء و ما خفي كان اعظم  و كحال رجال اعمال الحزب الوطني يضع الشاطر أسماء زوجته و و أبنائه و زوج ابنته علي الإستثمارات ,هذا ليس حسداً حاش لله و إنما توضيح رجل بهذا القدر من الذكاء الإقتصادي هل يستطيع ان يدير دولة و ماهي الخفايا التي دفعت الجماعة إلي الدفع به إلي سباق الرئاسة .
هذا الرجل قادراً بما فيه الكفاية ان يصرف علي حملته الإنتخابية بدون ادني مساعدة من الإخوان و هنا يدور سؤالاً يؤرقني منذ ان سمعت بخبر خوضه لإنتخابات الرئاسة .. هل سيشتري الشاطر إنتخابات الرئاسة و مصر بأكملها و يعلن أن الإخوان اصبحوا إتحاد ملاك مصر ؟؟؟؟؟؟؟

أجلس كثيراً لوحدي افكر لماذا أصر الإخوان علي ان يؤكدوا إنهم ملتزمين بعهدهم مع الشعب علي الشفافية و عدم خوضهم للإنتخابات الرئاسية في حين أنهم لم يلتزموا الشفافية عندما جلس خيرت الشاطر مع " جون ماكين " الذي سرعان ما فضحهم و اعلن تفاصيل المقابلة ... لماذا لم يعلنوا هم بنفسهم ما جري أثناء الإجتماع 
ولماذا لم يعلنوا سر الإتفاق الذي أبرموه مع عمر سليمان قبل موقعة الجمل بيوم و كان الإتفاق ينص علي سحب مجموعاتهم من الميدان في مقابل الإفراج عن خيرت الشاطر و العفو عنه فإذا كان خروجه من السجن بصفقة هل تم الإتفاق علي وصوله إلي القصر أيضاً بصفقة و ماهي بنود تلك الصفقة المشئومة التي جعلتكم تفقدون مصداقيتكم في الشارع المصري اهل هي مكافئة لهذه الخسارة ؟؟؟
و بهذا لم يلتزموا قط بمبدأ الشفافية الذي طالما أرقنا به الحزب الوطني المنحل و هذا الحزب الذي اقترب إنحلاله تنظيمياً و لكنه اثبت أنه منحلاً سياسياً و اخلاقياً .


هل سيكون الإخوان نموذجاً أكثر سواداً من الحزب الوطني المنحل ؟؟
الإجابة لك .... لكني عندما اراهم يرددون كلمة " ديكتاتورية الأقلية " أجلس و اتذكر اين و متي سمعت هذه الكلمة ؟؟ نعم تذكرت إنها تلك الكلمة التي كان يرددها احمد عز ضد كل من يعارضه .. وعند ذلك أقول ان الحزب الوطني مازال حياً لكنه متستراً بثوب إخواني .

لكي الله يا مصر

أهل ستتحقق أحلام الفتي الشاطر و أحلام من يحسبون انفسهم شطار ؟؟؟؟


الجمعة، 9 مارس 2012

ثورتين في واحد


ثورتـين في واحد
بقلم : محمود عبد السلام علي 

أنتظرنا بعد أن قمنا بخلع الطاغية أن يتم هدم سور الطغيان و كيانات الفساد المحيطة به آن ذاك .
أنتظرنا كثيراً و طال أنتظارنا , حتي رأينا من بعيد أناس كثيرون ظننا أنهم قد جاءوا معنا ليهدموا هذا السور و يساعدونا فيما بدأنا فيه .
و عندما أقتربوا و وصلوا ألينا وجدناهم أشياعاً متفرقة , فلولاً متناثرة .
لا هم لهم سوي تعطيل الزحف المقدس نحو هدم كيانات الأستبداد و الطغيان و الفساد ليس بإرادتهم و لكن بموجب عدم تفهمهم و عدم أجتماعهم علي هدف واحد ألا و هو خدمة هذا الوطن .
و منذ تلك اللحظة أدركت أن الصورة مازالت قاتمة و قد تكون أسوأ مما كانت عليه قبل ذلك .
و عند ذلك أدركت أن مهمة الطليعة الثورية لم تنتهي بعد , تلك الطليعة كانت تختاج إلي النظام فترك لها النظام السابق ما يكفي من الفوضي و تحتاج إلي الإتحاد فسارع الكثيرون إلي تشتيتنا و تحزيبنا .
أعترف أن هذا الحال كله سبب لي و للكثير حالة من الأحباط و تسبب لنا في حالة نفسية سيئة .
ولكن بعد أن دققت في فلسفة الثورات و البحث في التجارب السابقة و أستخلاص المعاني الحقيقية لما عاناته الثورات السابقة .
كل هذا ساعدني أن أخفف علي نفسي وقع الأزمة التي نعانيها و جعلتني ألتمس لهذا كله أعذاراً من الواقع حينما نظرت اللي الصورة الكاملة لحالة الوطن .
فوجدت أننا نعيش في ثورتين و ليس في ثورة واحدة و أن لكل شعوب الأرض ثورتان 

الأولي ثورة سياسية يسترد بها الشعب حقه في حكم نفسه بنفسه من يد طاغية فرض عليه , أو من جيش معتد أقام علي أرضه دون رضاه.

أما الثانية فهي ثورة إجتماعية تتصارع فيها الطبقات ثم يستقر فيها الأمر عندما تتحقق العدالة لأبناء الوطن الواحد .

الغريب في الأمر أن كل الشعوب مرت عليها تلك الثورتان لكن لم يعيشوا الثورتان في آن واحد 
أنا الخلاصة في تلك التجربة التي نعيشها أن لكل من الثورتين خصائص و ظروفاً خاصة مختلفة عن الأخري , تتنافر تنافراً عجيباً و تتصادم تصادماً مروعاً .
فإن الثورة السياسية تتطلب لإنجاحها الإتحاد بين عناصر الأمة و ترابطهم و تساندهم و إنكارهم للذات .
أما الثورة الإجتماعية فإن أهم مقوماتها تزلزل القيم و تخلخل العقائد و تصارع المواطنين مع أنفسهم أفراداً و طبقات و أيدولوجيات و تحكم الفساد و الشك و الكراهية .
وبين شقي الرحي هذين قدر لنا أن نعيش في ثورتين .
ثورة تحتم علينا أن نتحد و نتحاب و نتفاني في الهدف و ثورة تفرض علينا برغم أرادتنا أن نتفرق و تسودنا البغضاء ولا يفكر كل منا سوي في نفسه فقط .
وبين شقي الرحي تلك ضاعت مثلاً ثورة 1919 ولم تستطع أن تحقق أهدافها فقد تجمعت جموع الشعب لهدف إسقاط أنظمة الفساد و الطغيان لكنها لم تلبث إلا قليلاً حتي شغلها الصراع فيما بينها أفراداً و طبقات .
و كانت النتيجة فشل ذريع فقد زاد الطغيان تحكماًُ فينا بواسطة قوات الأحتلال المقنع التي كان يتزعمها في ذلك الوقت السلطان فؤاد .

وعندها لم يحصد الشعب إلا الشكوك في نفسه و إلا الكراهية و البغضاء و الأحقاد فيما بين أفراده و طبقاته , و شحب الأمل الذي كان ينتظر أن تحققه ثورة 1919 مثلما شحب الأمل حالياً الذي كان من المنتظر أن تحققه ثورة 25 يناير و هنا قلت شحب ولم أقل تلاشي أو مات الأمل و ذلك لأن قوي المقاومة الطبيعية التدي تدفعها الآمال الكبيرة و الأهداف النبيلة التي تراود شعبنا كانت لا تزال تعمل عملها و تستعد لمحاولة جديدة ولهذا فإن شحوب الأمل هذا بارقة خير فنحن مازلنا في أنتظار ثورة أخري تصحح أخطاء تلك الثورة 
أما إذا أردنا أن تكتمل تلك الثورة الشعبية حتي تتحقق أهدافها فيجب علينا أن نسير في طريق الثورتين معاً

الاثنين، 5 مارس 2012

مصر .. المحتـلة

مصر ... المحتلة

بقلم : محمود عبدالسلام

كثيراً مايقولون علي شعبنا المصري إنه شعب يصنع الفرعون و يجعل منه إله .
  وفي هذه الآونة أصبح يقال عنه إنه شعب منبطح خاضعاً مستسلماً لقوي الأستبداد التي تتحكم في مصيره و مصير بلاده .
أما من وجهة نظري المتواضعة , فأنا أقف مدافعاً عن هذا الشعب الذي طالما عاش محتلاً طوال حوالي ثلث قرن , عاش بدون إرادة لم يكن له حتي حق أن يصنع الفرعون بل كان الفرعون هو من يأتي عليه لا نعلم من أين قد أتي أو من الذي قد أتي به , ويفرض علينا أن نقول له سمعاً و طاعة , وعليه هو االآخر أن يبدي فروض الطاعة و الولاء إلي من قد أتوا به .
حتي أصبحنا في هذه الأيام دولة بلا سيادة علماً بأن السيادة من أهم صفات الدولة المستقلة .
ولهذا كان أصبحت مصرنا في تلك الأيام " مصر المحتلة "
مصر التي أصبحت تعاني من فقدان لهيبتهاو إستقلاليتها .
و هذا الذي قد لاحظه الجميع من تدخلات سافرة قبل الثورة أو أثناء الثورة و بعدها من قبل الحكومة الأمريكية .
و لكن كلنا علي إيمان بشعبية ثورتنا و وطنيتها لكن التدخل أثناء الثورة من رأيي مارست الإدارة الأمريكية نوعاً من الضغط علي المخلوع و المجلس العسكري حيث فرضت علي مبارك التخلي عن الرئاسة و فرضت علي المجلس العسكري أن يقود البلاد تبعاً لقواعده التي يشترطها و الله أعلم لكن هذا السيناريو هو الأقرب للعقل في هذه الآونة .
وهنا نطرح السؤال الأهم كيف قد تحولت مصر من دولة مستقلة إلي دولة محتلة ؟؟
منذ قرابة الثلث قرن أي من منتصف السبعينيات تقريباً بدأت المعونة الأمريكية بالتدفق مرة أخري بعد أنقطاع دام 10 سنوات .
في باديء الأمر كان الإقتصاد المصري يتسم بالنمو السريع طوال العشر سنوات الأولي أي من عام 1975 إلي عام 1985 و ذلك النمو لم يكن له علاقة بتدفق المعونات الأمريكية , و لكن بسبب هجرة العمالة المصرية إلي دول الخليج و ماكان يرسله المهاجرون من تحويلات إلي مصر.
أما بعد العشر سنوات الأولي لتدفق المعونات فقد بدأت مصر تعاني من أداء أقتصادي رديء و سيء من عام 1985 إلي وقتنا الحالي , و ذلك يرشدنا أن تدفق المعونات الأمريكية ليس له علاقة بسوء أقتصادنا .
فإن إنصياع الدولة المصرية و القائمين عليها للإدارة الأمريكية في فترة السبعينيات و إتباعنا لسياسة الإنفتاح الأقتصادي الذي فتح أبواب الإقتصاد المصري أمام الواردات الضرورية و الغير ضرورية مما جعل منا مجتمعاً إستهلاكياً يقوم بإستهلاك ما تنتجه المجتمعات الأخري .
وذلك يفسر لنا ضعف الأداء السياسي و الإقتصادي لمصر في الوقت الحالي .
فبالرغم كوني لست ناصرياً لكن رحم الله الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " عنددما قال الشعب الذي لا يملك قوت يومه لا يملك قراره .
هذا النمط من السلوك الأقتصادي و السياسي قد طالبت به الإدارة الأمريكية لتحكم سيطرتها علي النفوذ و العلاقات الخارجية لمصر.
و تشجيع الإدارة الأمريكية أيضاً لسياسة الخصخصة الذي لا يدفع الناتج القومي إلي الأمام إطلاقاً و لايخفض مستوي البطالة بل يزيدها .

إذا نظرنا أيضاً إلي الجانب العسكري و الذي يظن الكثير إنه يتمتع أيضاً بقدر من الإستقلالية و الحصانة من التدخلات و يعتبر الكثير من الناس إن هذا الجانب محظور.

إن المعونات الأمريكية العسكرية لمصر لم تقترن هي الأخري بأي تحسن في مركز مصر السياسي أو العسكري , سواء كان في العالم أو في الشرق الأوسط .
بل كان من شأنه تدهور العلاقات المصرية مع دول المنطقة .
فإن مصر لم تتحرك عسكرياً و لا سياسياً لمؤازرة العراق عندما ضرب مفاعلها النووي في 1981 أو2003  أو لمؤازرة لبنان عندما هاجمتها إسرائيب في 1983 ثم في 2006 أو لمؤازرة ليبيا عندما شنت القوات الأمريكية ضربها بالطائرات في عام 1986  إلخ ...........

بأختصار شديد المعونة الأمريكية لم تزد من قوتنا بل أضعفتنا سياسياً و عسكرياً و إقتصادياً .

إذاً فإن فشل مصر إقتصادياً و سياسياً و عسكرياً يتميز بعلاقة طردية مع قوة العلاقات المصرية الأمريكية .
فكلما زادت العلاقات المصرية الأمريكية قوة كلما زاد فشل مصر إقتصادياً و سياسياً و عسكرياً .
فمن ثم إن المعونة الأمريكية لمصر ليست معونة إطلاقاً بل هي أداة للتلاعب بإدارة الدولة المصرية لأضعافها و زعزعة أركان هذه الدولة و بذلك تنعدم السيادة للدولة و تصبح هي القوي المهيمنة المسيطرة لجوانب الحياة في المجتمع المصري .
فإن المعونة الأمريكية تقف بمثابة حجر عثرة في طريقنا نحو التنمية و الحرية التي قامت من أجلها ثورتنا التي لم تكتمل بعد .

هنا يطرأ في أذهاننا جميعاً .. ماهو المانع إذاً من أن رفض تلك المعونة طالما تتسيي لنا في كل هذه المتاعب و تجعل منا دولة محـــــــتــلة ؟

* المانع بأختصار هو إننا مجبرون و ذلك ليس لأننا بحاجة إليها بل لأن هذا الأجبار يتخذ صورة تقليدية مرت مصر بها قبل الأنقلاب العسكري في عام 1952 ألا وهي صورة الإستعمار .
حيث أنه يمارس القهر ليس بطريقة مباشرة أي ليس بيد المستعمر بل بيد الحاكم أو الفرعون الذي ينصبه هو بنفسه .
أي أن أمريكا تجعل هناك موكليين محليين لممارسة كافة أنواع القهر و بذلك توظف القائمين بأدارة البلاد لخدمة مصالحها لحسابها الشخصي و تمدهم بكافة الوسائل التي تساعدهم و تعزز مواقفهم و حمايتهم .
وسريعاً ما يغدق عليهم بالأمتيازات و الصلاحيات , مما يجعل من العمل في خدمة السيد الأمريكي شيئاً جميلاً و ممتعاً .

هذا الأسلوب من القهر الغير مباشر طالما أعتمده المستعمر لأنه أقل تكلفة في المال و الأرواح و ضروري أيضاً لكي يكون فعالاً و ذلك لأن هؤلاء الوكلاء المحليين هم أقدر علي مخاطبة المقهورين بلغتهم و خداعهم بمختلف أنواع الميديا .
هذا و قد نجح المارد الأمريكي في هذا الأسلوب حتي الآن بالرغم من قيام الثورة التي قامت من أجل أسترداد كرامة الدولة و هيبتها .
إلا أنها ما زالت تلعب نفس الدور التي كانت تلعبه مع مبارك و عائلته وحاشيته .
وتلعبه الآن مع المجلس العسكري و أعوانه ممن وصلوا إلي الكراسي .
وهذا يتضح بالأحداث الأخيرة المتعلقة بقضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني و إخلاء سبيل المتهمين الأمريكان بالرغم كون هذه القضية جنايا و لا يجوز فيها إخلاء السبيل مقابل ضمان مالي مهما كان قدره .
وذلك ما يؤكد علي تلاعب المارد الأمريكي بمؤسسات الدولة و توغله فيها , حتي المؤسسة القضائية التي ظننا أنها أبعد ما يكون عن التدخل و أنها المؤسسة الوحيدة التي مازالت محتفظة بهيبتها و لكن و أسفاه فإن الإحتلال الأمريكي لمؤسسات الدولة علي أتم أستعداد في الوقت الحالي لهدم جدران الدولة فوق رأس شعبنا المحتــل .

فعذراً شعبنا المصري يجب عليك أن تبكي دماً علي مصر التي ما زالت محـتلة . 

الاثنين، 20 فبراير 2012

اراء الامام محمد الغزالي في السلفيين

اراء الامام محمد الغزالي في الوهابيه او مدعي السلفيه .

1. السلفية ليست فرقة من الناس تسكن بقاعاً من جزيرة العرب وتحيا على نحو اجتماعي معين . إننا نرفض هذا الفهم ونأبى الانتماء إليه
.
2 . قد رأيت أناساً يفهمون السلفية على أنها فقه أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، وهذا خطأ ففقه أحمد أحد الخطوط الفكرية في الثقافة الإسلامية التي تسع أئمة الأمصار وغيرهم مهما كثروا
.
3 . رأيت ناساً تغلب عليهم البداوة أو البدائية يكرهون المكتشفات العلمية الحديثة ولا يحسنون الإنتفاع بها في دعم الرسالة الإسلامية وحماية تعاليمها ، يرفضون الحديث في التلفزيون مثلاً لأن ظهور الصورة على الشاشة حرام ، ويتناولون المقررات الفلكية والجغرافية وغيرها بالهزء والاستنكار ، وهؤلاء في الحقيقة لاسلف ولا خلف ، وأدمغتهم تحتاج إلى تشكيل جديد

4 . هؤلاء أيضاً لا سلف و لا خلف ، إنهم أناس في انتسابهم إلى علوم الدين نظر ، وأغلبهم معتل الضمير والتفكير
قلت : ماهذه سلفية ، هذا فكر قطاع طرق لا أصحاب دعوة شريفة حصيفة
5 . إن التدين الصوري وراءه أمداد دافقة من القصور العقلي والغرور الأعمى، وقد يدفع الى اقتراف رذائل منكرة
6 . الصحوة الإسلامية المعاصرة مهدَّدة من أعداء كثيرين، والغريب أنّ أخطر خصومها نوع من الفكر الديني يلبس ثوب السلفية وهو أبعد الناس عن السلف، إنّها ادعاء السلفية وليست السلفية الصحيحة
7 . لكن ما يسمى الان سلفية ويقترح سبيلا للعودة شيء غريب حقا لانه يتضمن جملة ضخمة من القضايا الطفيلية التي كان ينبغي ان تموت مكانها
وراج هذا اللغو للاسف بين طلابنا فكان نكبة اصابت النهضة الاسلامية اصابة فادحة
8 .  يؤسفني ان بعض المنسوبيين الي الدعوه نجح في اخافة الناس من الاسلام ومكن خصومه من بسط السنتهم فيه
9 .  لو نجح بعض رجال الدين الان في تولي السلطه لغلقت علي النساء الابواب ولم ير وجه واحده منهن
10 .  الثغره التي ينفذ منها اعداء الاسلام الينا هي موقف بعض الشيوخ من قضايا المراه فهم احجارا صلبه امام كل الحقوق التي قررها لها الاسلام
يريدون تعطيلها او تشويهها
11 . الخطوره تجيئ من انصاف متعلمين او انصاف متدينين يعلو صوتهم في العالم الاسلامي ويعتمد اعداء الاسلام علي ضحالة فكرههم في اخماد صحوه جديده لنا
12 . إن الفقه الإسلامي كما قدَّمه سلفنا حضارة معجزة
أما الفقه الإسلامي كما يقدمه البعض الآن فهو يميت ولا يحيي
13 . ورأيت أناساً يتبعون الأعنت فالأعنت ، والأغلظ فالأغلظ ،من كل رأي قيل ،
فما يفتون الناس إلا بما يشق عليهم وينغص معايشهم ،ويؤخر مسيرة المؤمنين بالدنيا ، ويأوي بهم إلى كهوفها المظلمة

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

عســكر عساكر

 عسكر ... عساكر

عسكر عساكر ... والكل فاكر ... إن أنا بهتف ضد الجيــش
لأ ده أنا بهتف ضد المجلس عشان يمشي ومابيمشيش
كل ما أقوله سلم السلطة يقولي بكرة و ما يسلمنيش
يقولي أمانة إديني حصانة عشان لما أمشي ماتحاكمنيش

عسكر ... عساكر ده كل فاجر ... حاسب أن الشعب ما بيفتريش
لأ ده مفتري عالظلمه و اللي حرمه من لقمة عيش
ما بالك أنت بقي يا ظالم ده اللي مات ما بيتنسيش
ده أنت نهايتك من سوادها في التاريخ راح تعيش

عسكر عساكر ... ده شعب ماكر ... للظلم أبداً مايتتطايش
و إن حاولت تخليه يطاطي خليك راجل و ماتبكيش
وقفل بيبان دارك و إقفل عليك ألف باب و شيش
صدق اللي قال الثورة لما تقوم تشيل و ما تخليش

عسكر ... عساكر ... إدرس و ذاكر ... إزاي تخلي الثورة تعيش
مهما الكلاب تنبح عليك أقف مكانك و ما تمشيش
ده مهما كلابهم نبحت أكتر ... الثورة عايشة و مابتنتهيش
و إن مسكت كلب مرة جيب رقبته لجل أي كلب تاني فوش الشعب ما يعويش

عسكر ... عساكر ... إرحل و هاجر ... يامجلس عار آه ماتساويش
كل اللي هاممني بس جيشنا لكن المجلس ده ما يهمنيش
عسكر عساكر ... رافض و ناكر ... للمجلس وغير الشعب مفيش
عسكر عساكر .... ده غريب ونادر .... إن سجونكوا متكفيش
و جلادينكوا و كهربتكوا خلاص بقت ما توجعنيش
أصل الشعب طلع و قالها السياسة مش للجيش
السياسة مش للجيش

بقلم
محمود عبد السلام